منشورات جديدة

القضاء والقدر

💬المفهوم الصحيح للقضاء والقدر

🌟هل الحياة كتبت سلفا؟

 إذا كانت حياتنا قد كتبت سلفا فما جدوى عيشها، ولماذا سنحاسب على شيء قد كتب علينا، مادام قد قدر وكتب.

القضاء والقدر

هذا السؤال مهم ويروج في ذهن الكثيرين، بدون أن يجدوا إجابة مقنعة. بمعنى كيف من الممكن ان تكون أعمالنا قد كتبت سلفا، ثم يحاسبنا الله عليها. لذا فهناك من يتمردون على الدين بدعوى أنه ظلم. وبالتالي يقودهم ذلك إلى الإلحاد، والرفض التام لهذا التقسيم الغير العادل على حد فهمهم. ولماذا الله يهدي من يشاء ويضل من يشاء. إذن فإن الله إذا شاء أضلهم. فلماذا سيحاسبون على رغبة الله في ذلك.

🌟الإنسان هو المسؤول عن أفعاله

لذا سنحاول الإجابة على هذه التساؤلات التي تأرق العديدين. قبل أن ندخل في صلب الموضوع، يجب أن نعلم، أننا نحن من نقوم بالأعمال بكامل إختياراتنا. وكل شيء نفعله هو من ايراداتنا. فكل ما ستسوي من أفعال ستحاسب عليه. وليس على شيء لم تفعله. والدليل على أن أعمالنا لم تكتب سلفا.

قال تعالى:

" ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ مِن بَعْدِهِمْ لِنَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ "

{سورة يونس الآية 14} 

صدق الله العظيم

🌟هل الحياة امتحان من الله؟ 

يعني نحن تحت الإختبار، حتى يعلم الله كيف سنتفاعل ونتعامل مع المهمة التي كلفنا الله بها. بحيث جعلنا خلائف في الأرض وخلق لنا عقلا حتى نميز به، ليس كباقي الكائنات التي تعيش بالغريزة. وليس لديها فكر أو عقل يخول لها التحكم في أفعالها. ويسقط الحساب على الغير العاقل حتى يعود إلى رشده.

🌟العقل هو شرط الحساب.

فشروط الحساب هو العقل. والإنسان هو المسيطر على الكرة الأرضية بعقله، مما جعله مكلفا. وبالتالي سيحاسب الإنسان على الأفعال الصادرة منه بإرادته الشخصية، وليس عن غصب. يعني الأفعال التي نقوم بها ونحن في كامل قوانا العقلية، ودون أي إكراه، بمعنى التي نحن مسؤولون عنها.

قال تعالى:

"إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان." 

(سورة النحل 106).

صدق الله العظيم

فهنا المكره ليس عليه حرج.

🌟الأقدار الإلاهية وكيفية التعامل معها.

أما بالنسبه للأقدار الكونية، فهو نظام كوني خارج عن إرادتنا. بمعنى أن الأقدار التي قدرها الله علينا، سنحاسب على كيفيه التعامل معها بحيث هل سيكون بالخير أم بالشر. إضافة الى المحن والمصائب التي تواجه الإنسان. وكيفية التفاعل معها.

قال تعالى:

"قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ"

{سورة التوبة الأية 51} 

وقال سبحانه:

"مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا ۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ"

صدق الله العظيم

لذلك فهناك اشياء مكتوبه ومقدره سلفا. ثم ينظر الله إلينا كيف سنتعامل معها. لذلك قال تعالى:

"وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَٰذِهِ مِنْ عِندِكَ ۚ قُلْ كُلٌّ مِّنْ عِندِ اللَّهِ ۖ فَمَالِ هَٰؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا"

{سورة النساء الأية 78}

صدق الله العظيم

يعني كل من عند الله ولكن طريقة التعامل مع ذلك القدر هي نقطة الفصل. وهو ما ستحاسب عليه. لذا فالمؤمن الصالح اذا وهبه الله نعمة من نعم الدنيا فسيسخرها للخير له ولكل من هم محيطين به. وبالمقابل يرزق الله نفس تلك النعم لأشخاص ذو نفوس خبيثة. فيسخرونها للشر والفساد في الأرض. لذا فكل سيحاسب على أفعاله في كل تلك النعم التي وهبها الله إليه. يعني من عقل وعلم ومال وصحة...

🌟العلم الإلاهي والعدالة

اما بالنسبه للعلم الإلهى فهو لا يتعارض ابدا مع حريه الانسان. فهو يعلم خائنه الأعين وما تخفي الصدور. وبالتالي فهو يعلم نية الفرد في ذلك العمل. وهل يقصد به الخير او الشر، حتى يكون الحساب عادلا. فلربما يبدوا ذلك في الظاهر خيرا والغرض منه الشر. بحيث يكون ذلك الخير لا يقصد به وجه الله أو الخير. بل لأغراض دفينة في صدورهم لا يعلمها إلا الله. كما يفعل السياسيون في الإنتخابات.

وهناك آخرون يتوددون إلى الناس ويكثرون من الخير والعطاء العلني، حتى يقال عنهم كرماء. وبدون مراعاة لإحساس المحتاج. فهدفه أن يقال عنه كريما وليس وجه الله. فيضيع على نفسه الأجر بنيته الغير الخالصة. لذا فالأفعال في بعض الأحيان تبدوا للناس خيرا وهي شر والعكس صحيح. 

قال تعالى: 

"مَّا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ"

{سورة المائدة الأية 99}

صدق الله العظيم

قال تعالى: 

"إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ"

{سورة البقرة الأية271}

صدق الله العظيم

لذا فكلمة طيبة خير من صدقة يتبعها اذى. فالعلم الإلاهي للأفعال يجعل الحساب عادلا. فلا رياء ولا نفاق مع الله. 

🌟المفهوم الحقيقي للقضاء والقدر

اما بالنسبة الى القضاء والقدر فالقضاء قد سبق القدر. فقد خلق الله لنا عقولا، بحيث جعلنا نستطيع ان نقضي في القدر، أو في ضرر قد يصيبنا .وبالتالي نستطيع دفع البلاء عنا قبل أن يصيبنا.

وكمثال الطبيب، يقضي في المرض بعلمه. بحيث يعالج شخصا ربما مات لولا تدخله. وفي نفس الوقت تجد شخص آخر مريض بنفس الداء. ولم يجد الطبيب ولا العلاج فوافته المنية.لذا فقد قضى الطبيب في ذلك القدر ولو لم يكن ذلك الطبيب لما عاش ذلك الشخص المريض.
وهكذا نجد معدل الوفيات في الدول الفقيره اكثر بكثير من الدول المتقدمة. وذلك يرجع لوسائل الطب العقيمة والتامين الصحي الهش أو المنعدم في الدول الفقيرة. وبالطبع مع قلة المستشفيات. إضافة إلى الأخطاء الطبية وضعف التشخيص.

وكل هذه العوامل تنعكس سلبا على المجتمع فتزداد نسبه الوفيات. وفي المقابل نجد ان الدول المتقدمه يعيش الناس فيها إلى ارذل العمر، تحت ظل نظام طبي متطور. إضافة إلى توفر الظروف المعيشية والصحية والإجتماعية الملائمة. 

فالإنسان العاقل ربما يزيد في عمره بسبب حكمة التصرف. من عناية بنفسه وغذاء صحي، والتوفير لنفسه مناخ جيد.

🌟الأقدار الخارجة عن إرادتنا 

وهناك الأقدار التي لا يمكن صرفها فهي مكتوبة علينا شئنا أو أبينا.
فمثلا نستطيع تأجيل كتاب الموت ولكننا لا نستطيع منعه أو الفرار منه. فهو مقدر وحتمي الوقوع. وكذلك الجنة والنار فقد كتبت منذ الأزل. ويوم القيامة وكل الغيبيات.

لذا فهي تأتي في النص القرآني من باب الإخبار بالشيء وليس التخيير. إضافة إلى القوانين الكونية المحيطة بنا فنحن نعيش في إطارها، ربما نتعرف عليها مع تطور العلم والمعرفة. ولكننا لا نستطيع تغيير قوانينها.

وفي نفس الوقت هي سخرت لخدمتنا حتى تستمر الحياة في الأرض. وكل الأضرار التي تصيب كوكبنا فهي من سوء إستخدام الإنسان لها. فاحدث ذلك تغيرات. كثقب الأوزون وإنقراض العديد من الحيوانات، والتغيرات الجوية بسبب التلوث وإرتفاع درجة الحرارة على سطح الكرة الأرضية. مما سبب فيضانات وكوارث طبيعية.

🌟مفهوم أن الله يهدي من يشاء 

أما بالنسبة للهداية، وكقول البعض. إن الله يهدي من أحب ويضل من أحب، ويصورنوها كأنها مسألة مزاج. لذا فيقول البعض أن الله لم يشأ أن يهديني. وهذا مفهوم خاطئ.

قال تعالى

"إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ (27) لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ"

{سورة التكوير الأية27 /28}

صدق الله العظيم

فالله أنزل الذكر ليهدينا ويرينا الطريق المستقيم. أما المشيئة والتي هي حرية الإختيار فهي بأيدينا، نحن نقرر أي طريق نسلك. 

قال تعالى:

 "وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ"

{سورة التكوير الأية 29}

صدق الله العظيم

يعني كل الخيارات التي بين يديك هي من الله. وعليك أن تختار بكل حرية، الخيار الأنسب إليك. فلا بوجد خيار آخر تستطيع إختياره بعيدا عن مشيئة الله. فكل يدخل في مشيئة الله وعليك الإختيار.

قال تعالى

"وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا ۚ أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ"

{سورة يونس الأية99}

وقال تعالى:

"وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً ۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ ۚ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمْ"

{سورة هود الأية 118}

صدق الله العظيم

بمعنى أن الله يستطيع هداية الناس جميعا. وأن يجعلهم أمة واحدة. ولكنه لم يرد ذلك، رغم أن ذلك بيده لو أحب. بل ترك للناس حرية الإختيار. فكل الطرق أمامك وأنت عليك أن تختار الطريق القويم.

🌟الإنسان حر في أفعاله

ففي نهاية الآية يأتي ولذلك خلقهم. بمعنى أنه خلقنا حتى نكون أحرارا. فقد خلق لنا عقول نميز بها ونختار بها. وكل يتحمل مسؤولية إختياراته. فالطريق الحق بين وطريق الشر بين. لذلك قال سبحانه لن تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين. وأيضا لا يستطيع أحد ان يضلهم إلا عن رغبة منهم. 

الله يهدي من أحب ذلك

قال تعالى  

"إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ"

{سورة القصص الأية 56}

صدق الله العظيم 

فهنا تعود كلمة يشاء للناس أجمعين وليس لله. يعني من يحب أن يهتدي فالله يهديه لرغبة مسبقة منه. فيزيد قلبه نورا وإيمانا لإلتجائه إلى الله. لذا تتمة الآية توضح المعنى وهو أعلم بالمهتدين.
إذن لربما ينطقها بفمه أو يذهب إلى المساجد ليقنع الناس بأنه إهتدى وفي قلبه عكس ما يظهر.
لذا فبكل بساطة الله ينير الطريق لكل من أحب أن يهتدي ويزيد في تنوير طريقه ويزيده صلاحا. فالله يعلم جيدا ما في قلبه. فكلما تقرب إلى الله أكثر إلا قربه إليه أكثر وأكثر وأنار طريقه.

🌟كيف يضل الله الفاسقين 

قال تعالى: 

"وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ"

{سورة إبراهيم الأية 27}

وكقوله عز وجل:

"وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ"

{سورة الحج الأية 53}

صدق الله العظيم

يعني هم في شقاق بعيد. وبعيدين كل البعد عن الحق. ويرفضون تغيير ما وجدوا عليه آبائهم.

فيهملهم الله بحيث أن الله يعلم جيدًا أنهم لن يتوبوا ولا سبيل لهدايتهم.

يعني إختاروا طريق الظلم طوعا وليسوا مكرهين. فأظلهم اللهم وتركهم في طغيانهم يعمهون. فقد إختاروا طريق الظلال وحق عليهم العذاب.

 وكقوله تعالى في أية أخرى:

"وما يضل به إلا الفاسقين."

 {سورة البقرة الأية 26}

صدق الله العظيم

يعني إختاروا طريق الفسق طواعية وعن رغبة منهم. فكيف لله أن يهديهم. فهنا لن يظل قانون الإختيار إن هدى الفاسقين. وبالتالي فما يحصل هو عن إرادة منهم. 

كقوله تعالى:

"إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ"

{سورة غافر الأية 28}

صدق الله العظيم 

فهم أسرفوا في المعصية على أنفسهم وإختاروا الكذب كمنهجا لهم، دون ان يرغمهم احد بل طواعية. فكيف لله أن يهديهم. هم من إختاروا طريقهم بكل حرية. وهناك الكثير من الآيات التي تصب في نفس السياق. 

لذا فقد أنزل الله على الأقوام رسل وأنبياء لينيروا لهم طريقهم ولكنهم فضلوا طريق الكفر. وكذبوهم وحاربوهم. 

قال تعالى: 

"أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (57) أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (58) بَلَىٰ قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ"

{سورة الزمر الأية 57/58}

صدق الله العظيم

يعني هنا يطرحون نفس السؤال. فيجيبهم الله بأن آيات الله قد جاءتهم وهم إستكبروا وإختاروا الكفر طواعية. وبالتالي فهم كانوا أحرارا في إختيارهم. 

لذا فالعديدين يظنون أن الله زاد في تظليلهم بعدما فسقوا، وإختاروا طريق الكفر. ولكن هذا ليس صحيحا. 

قال تعالى:

"وَيَذَرُهُمْ فِى طُغْيَٰنِهِمْ يَعْمَهُونَ"

{سورة الأعراف الأية 86}

صدق الله العظيم

يعني أن الله يتركهم فقط دون تدخل. حتى يتحقق مفهوم الحرية والإختيار. ولعلم مسبق من الله أنهم مصرون على طريقهم ولا سبيل لهدايتهم. 

قال تعالى:

"إِنَّ ٱلَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَآءَنَا وَرَضُواْ بِٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا وَٱطْمَأَنُّواْ بِهَا وَٱلَّذِينَ هُمْ عَنْ ءَايَٰتِنَا غَٰفِلُونَ"

{سورة يونس الأية 7}

صدق الله العظيم

🌟وجب الإبلاغ قبل العقاب 

أشار الله في هذه السورة بقوله : 

"وَلَوْلَا أَنْ تُصِيبَهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَيَقُولُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْت إلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِك وَنَكُون مِنْ الْمُؤْمِنِينَ"

 {سورة القصص الأية 47}

وأيضاً قَوْله تَعَالَى : 

"ذَلِكَ أَنَّ لَمْ يَكُنْ رَبُّك مُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا غَافِلُونَ ، وَقَوْلُهُ أَيْضًا : يَاأَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولِنَا يُبَيِّنْ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةً مِنْ الرُّسُلِ أَنْ تَقُولُوا مَا جَاءَنَا مَنْ بَشِيرٍ وَلَا نَذِيرٌ فَقَدْ جَاءَكُمُ بَشِير وَنَذِير."

{سورة الأنعام  الأية 131}

وقوله تعالى:

"لَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ (8) قَالُوا بَلَىٰ قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ"

 {سورة  الملك الأية 8}

صدق الله العظيم

لذا لا يحق عليهم العذاب دون الإبلاغ. وبالتالي وجب إنذارهم لعل الإيمان يجد سبيلا إلى نفوسهم. فإن أصروا على ما هم عليه بعد تبليغهم. فوقتها يجب عليهم تحمل مسؤولية إختيارهم. ويحق عليهم العذاب.

فقد قال تعالى:

"وَقُلِ ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَآءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَآءَ فَلْيَكْفُرْ"

{سورة  الكهف الأية 29}

صدق الله العظيم

🌟إنتهاء فترة التخيير

لذا فالأمر واضح والكل مخير. أما يوم القيامة سيتغير الخطاب
قال تعالى:

"وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ زُمَرًا"

{سورة  الزمر الأية 71}

وكذلك بالنسبة للمتقين. 

قال تعالى:

"وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا"

{سورة  الزمر الأية 73}

صدق الله العظيم

فقد إستعملت كلمت سيق بمعنى أن زمن التخيير إنتهى. فالآن كل سيحاسب على إختياراته. ولن يظلم أحد، فقد كانت لديهم فرصة وأضاعوها.

وفي الختام أتمنى من الله أن ينير قوبنا وأن يزيدنا إيمانا وأن يحشرنا مع المتقين. 

 إقرأ أيضاً:👇👇

👈قوانين الكون 

 👈العنكبوت في القرآن الكريم


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-