منشورات جديدة

أسطورة الموروث الإسلامي

 سيطرة الخرافات على الإسلام:

العالم الإسلامي يعيش فترة عصيبة، من كثرة المذاهب والطوائف والتي أصلها واحد. وكل مذهب إختلفت مصادره. وأغلبية المصادر غير موثقة تاريخيا. أو يتم إعطاء النص القرآني معنى غريب، وتدعيمه بحديث أو قصة.

أسطورة الموروث الإسلامي

فنجد قصص وروايات مخالفة تماما للمنطق ومليئة بالخرافات. فطغت الخرافة على المجتمع الإسلامي وأصبحت هي المسيطرة عليه. فورثت أساطير عبر قرون عديدة.

أساطير صارت من أسس الدين. 

ومع الزمن أصبحت من أسس الدين. وأصبح التفريط فيها أو حتى النقاش، هو بمثابة الطعن في أسس الإسلام. ولم يقتصر على ذلك فقط، بل حتى الطوائف والتي مصدرها واحد والذي هو القرآن. تكفر بعضها البعض، وكل واحدة تعتقد أنها الناجية والصائبة. 

وكما جاء في السنة :
ستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة. كلها في النار إلا واحدة، 

فقيل: من هي هذه الفرقة؟
فأجاب الرسول : من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي.

المسلمون هم الناجون 

فكيف يعقل أن يقول الرسول هذا الكلام. وكأن الله خلقنا لكي يعذبنا. وكيف لنا أن نعرف ما كان عليه هو وأصحابه. وما فائدة القرآن الكريم إن صح ذلك. فرسالة الرسول هي القرآن.

فالعالم فيه سبعة ملايير نسمة. والمسلمين يشكلون مليار من الساكنة. هذا بالإضافة إلى الطوائف التي ذكرت من قبل. فكم سيبقى إذا نقصنا كل هذا. يعني كل البشرية في جهنم إلا قلة.
هل البشر أعدل من الله. فالسجون في الأرض لا تتعدى خمسة في المائة من الساكنة. والله الذي رحمته قد وسعت كل شيء، سيعذب تقريبا كل البشرية. 

لذا فالسنة الملفقة للرسول أساءت إلى الإسلام. وشوهت صورته، وحولته من دين رحمة إلى دين إرهاب. 

ما نسب إلى الرسول والإسلام

أما بالنسبة للأحاديث. والتي مصدرها التاريخي مليء بالخزعبلات. فقد تطرقت إلى هذه المواضيع في منشورات سابقة مثل "الشفاعة بين كتاب الله وكتب البشر" "الإسلام والتطرف"... . بالإضافة إلى الشخصيات المزيفة والتي زعموا أنها نقلت الحديث كالبخاري وغيره...

والتي جاءت بعد وفاة الرسول بقرون. وتلك النصوص، التي في غالبيتها مخالفة تماما للقرآن. وذو أحكام بشعة. 

نسخ القرآن وأسباب النزول

ويوجد ما هو أبشع، بحيث ينسخون القرآن بالحديث. فيستعملون النص الظني الدلالة، لإلغاء النص القطعي الدلالة. فحديث نقل عبر أشخاص وهميين، وعلى حسب فهمهم إن صح النقل والأشخاص.

إضافة إلى أسباب النزول فنجد روايات متعددة لتلك القصة. وكلها تميل إلى الخرافة. ولا وجود لدليل على صحة أي قصة. فجعل القرآن مرتبطا بقصص وهمية. وغير قابل للتطور او فهمه بعقلية جديدة، على حسب الزمان والمكان. بل نص مرتبط كليا بالسنة. حتى أنه بإمكاننا الإستغناء عن القرآن فلا تتغير  الأحكام الدينية. اما إذا أزلنا الحديث والفقه، فسنجد ان تعاليم الإسلام تغيرت كليا.

 رسالة الرسول هي القرآن

فالرسول بلغ القرآن بحيث نطقه ولم يقله. يعني هو كلام الله جاء على لسانه كما أوحى إليه الله به. كما قال تعالى في (سورة النجم الأية 3)

 "وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ"

صدق الله العظيم

لذا فنطق الشيء ليس كقوله. فببغاء حيوان ناطق ولكنه لا يستطيع التحدث. فهو يكرر ما يسمع. لذا نقول قال تعالى على لسان الرسول.

والرسول كان خلقه القرآن وكان يطبقه. فكيف له أن يحرم ويشرع من خارج كتاب الله. أو أن يلغي نص قرآني بنص من قوله. ولماذا لم بأمر بحفظ الحديث كما حفظ القرآن. لا أن يأتي بألسنة مختلفة لا نعلم مصداقيتها. وأن بجمع على حد زعمهم بعد قرنين من وفاة الرسول. 

الرسول لا يحرم دون القرآن 

لو كان الرسول يعلم من دون القرآن. لما جاء في سور عديدة ويسألونك ثم بعد ذلك قل.... حتى في المحيض لم يفتي فقد جاء في (سورة البقرة الأية 222)  "ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فإعتزلو النساء في المحيض"... لذا فيبدوا جليا أن الرسول لا علم له في التشريع من غير القرآن.

فهو عندما كان يسأل عن شيء له علاقة بالتشريع كان ينتظر نزول السورة أو الآية التي توضح ذلك كما أشرت.
لذا فهو شرح الحلال ولم يحرم. يعني كان يقسم الغنائم على حسب فهمه ودرايته بالأحق.

الشرح الخاطئ للآيات 

قال تعالى:

مَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَىٰ فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنكُمْ ۚ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (سورة الحشر الأية 7)

صدق الله العظيم

فيبدوا جليا من خلال سياق الآية، أن الرسول يقسم الغنائم بما يراه مناسبا. فهو اعلم بالأحق من الفقراء، حتى لا يبقون عالة على المجتمع. فخلقه القرآن ويشرع من خلال كتاب الله. 

فهو ينهى ويحرم ويحلل بما يوافق القرآن. فالقرآن هو مصدر التشريع الوحيد. والرسول ينذر ويبشر وينصح لعلهم يتقون.وأشياء أخرى في زمانه، ولا تنفع في زماننا.

قال تعالى:

"خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ"

(سورة الأعراف الأية 199)

صدق الله العظيم

لذا فنجد في هذه الآية الخطاب واضح. فالله يأمره بالتسامح والعفو لمن ظلمه. وأن يكون العفو من أساسيات معاملاته. وأن يأمر بالعرف. بحيث ان يطبق ما هو متعارف عليه من أمته. حتى يسود العدل.
فالله في آيات عديدة يخاطبه بما يجب فعله. ونحن يجب ان نتعظ بذلك الخطاب ونطبقه في حياتنا. لو كان الرسول يشرع من دون القرآن، لما خاطبه الله بإستمرار في القرآن. ولكان حفظ الله الحديث كما حفظ القرآن. 

الرسول قائد في قومه

فالقائد او الرئيس لا يجب أن ينفرد برأيه، وتطبيقه دون اللجوء إلى مجلس الوزراء أو البرلمان. فهم يمثلون الشعب، وهذا من أساسيات العدل والفلاح في البلدان المتقدمة. والذي بعدنا عنه نحن كمسلمين. 

ونجد أن الله يلومه في عدة آيات مثلما في "سورة التحريم  يا أيها النبي لما تحرم ما أحل الله لك...". وكما ذكر الله تعالى في سورة عبس "عَبَسَ وَتَوَلَّىٰ (1) أَن جَاءَهُ الْأَعْمَىٰ (2) وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّىٰ (3) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ الذِّكْرَىٰ..."

لذا فهنا الخطاب في مقام النبوة. أي أنه قائد وحاكم في قومه وهو كباقي البشر ممكن ان يصيب وممكن أن يخطأ. وكان يشاور أصحابه قبل ان يطبق شيء. فيجب ان يكون ذلك القرار متعارف عليه.

قال تعالى:

"قُل لَّا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ ۚ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ ۚ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ"

(سورة الأعراف الأية 188)

صدق الله العظيم

لذا فقراراته كانت بالمشاورة مع أصحابه. إلا التي جاءت من تكليف مباشر من الله سبحانه وتعالى. وبنص قرآني واضح، في الحروب والشعائر والقصاص...

لذا فلا يصح إتباع إلا القرآن وما يوافقه. فأي كلمة ستقولها على الرسول وتنسبها إليه وإلى الله. ربما تغير مفهوم الرسالة كليا وهذا ما يحدث فعلا. فأي تشريع خارج القرآن وكلام الله، هو بمثابة طعن وتحريف للقرآن.

 

 

 إقرأ أيضاً:👇

سجن العادات والتقاليد

 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-