💬لص فقيه مع الحاكم،الرجولة المفقودة، الشعر الصامت، والمرأة والحذاء
اربع قصص طريفة وجميلة من التراث. آولهم لص فقيه مع حاكم أنطاكية. ثم الرجولة المفقودة. والثالثة عن شعر من غير صوت. وأخيرا الحكيم والرجل الذي شبه المرأة بالحذاء.
🌟قصة القاضي وقاطع الطريق
خرج قاضي أنطاكية ليلا يتجول في مزرعة له، فلما سار في البلد طويلا إعترضه لص.
فقال له:
دع ما معك و إلا أوقعت بك مكروها.
فقال القاضي: حياك الله وأيدك. أنا قاضي البلد. وإن لأهل العلم حرمة. فمن علي وأطلق سراحي.
فأجابه اللص: الحمد لله الذي مكنني منك. لأني على يقين أن لديك كفاية من الثياب والدواب. أما لو كنت صادفت غيرك. لربما كان ضعيف الحال فقيرا يجد قوت يومه بالكاد. أو لا يجد شيئا.
فقال له القاضي: لقد خالفت ما أوصى به رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد قال:
الدين دين الله. والعباد عباد الله. والسنة سنتي. فمن ابتدع فعليه لعنه الله. وقطع الطريق بدعة وأنا أشفق عليك من أن تدخل تحت اللعنة.
فقال اللص: يا سيدي هذا حديث مرسل. لم يروى عن نافع ولا عن ابن عمر. ولو سلمت لك بصحته، فهو تسليم عدل أو تسليم انقطاع.
فما بالك بلص معدم الحال، وليس لديه كفايه لا من القوت ولا من أي شيء. إن ما معك هو حلال لي.
فقد روي عن مالك عن ابن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
لو كانت الدنيا دم عبيط لكان قوت المؤمنين منها حلال. ولا خلاف في هذا عند جميع العلماء.
إذ وجب على الإنسان أن يحيي نفسه وعياله بمال غيره. إذا إضطر لذلك، وخشي الهلاك له ولمن معه. وأنا والله أخشى الهلاك لنفسي ولأهل بيتي. فسلمني وانصرف سالما.
فقال القاضي إذا كانت هذه حالتك. فدعني أذهب إلى عبيدي وخدمي، وآخذ منهم ما يكفيك وما يكفي عيالك. وسأدفع إليك كل ما يلزمك.
فقال اللص: هيهات...!!
فمثلك مثل الطير في القفص. فإذا خرج الى الهواء، خرج عن اليد. فأخاف أن اخلي سبيلك فلا توفي بما وعدتني به. وأن لا تدفع لي شيئا. وربما أمسكتموني وانقلبتم علي.
فقال القاضي: انا أعدك بذلك، وسأحلف لك انني لن افعل ذلك.
فأجابه اللص:
فقد حَدَّثَنِا مَالِك عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
يَمِين الْمُكْرَهِ لَا تُلْزَمُ.
وقال تعالى:
"إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان." (سورة النحل 106).
فادفع ما معك دون جدال. فأعطاه القاضي الدابة والثياب دون السراويل.
فقال له اللص. سلم السراويل ولا تجادلني فيها. فلا بد منها. حتى أضمن أنك لن تحاول اللحاق بي. وأنك لن تستطيع الذهاب إلى خدمك وعبيدك وأنت عريان.
فقال القاضي: لن أتبعك كن مطمئنا. طلبت منك ذلك فقط لأنه قد آن وقت الصلاة.
وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم:
"ملعون من نظر الى سوءة أخيه". وقد آن وقت الصلاة. ولا صلاة لعريان.
وقال سبحانه وتعالى:
"خذوا زينتكم عند مسجد"
سورة الأعراف 31.
وقيل في التفسير، هي الثياب عند الصلاة.
فقال اللص:
أما صلاتك فهي صحيحه.
فقد حَدَّثَنَا مَالِكٌ عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابِّنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا.أَنَّ رسول الله قد قَالَ :
الْعُرَاةُ يُصَلُّونَ قِيَامًا وَيَقُومُ إمَامُهُمْ وَسْطَهُمْ.
وقال مالك في حديث آخر لا يصلون قياما. بل يصلون متفرقين متباعدين، حتى لا ينظر أحد منهم الى سوءة أخيه.
وقد قال أبو حنيفة بل يصلون قعودا.
وأما الحديث الذي ذكرته فهو حديث مرسل. ولو وسلمت بحديثك فالمقصود منه النظر بنظرة سوء. وأنتم ستصلون دون التمعن في سوءات بعضكم. إضافة إلى أن حالك حال إضطرار وليس إختيار.
قال القاضي انت القاضي وأنا المستقضي. وأنا المستفتي وانت المفتي.
خذ ما شئت وكل ما تريد وامضي. ولا حول ولا قوه الا بالله. فأخذ الثياب والسراويل وكل شيء ومضى. فقد افحمه اللص بفقهه وعلمه بعلوم الحديث. فلم يعد للقاضي مسلك من هذا اللص الملم بشؤون الدين.
🌟الشعر الذي لا يسمع
يحكى أن بعض الشعراء اجتمعوا في قصر أحد الملوك، فطلب منهم أن يؤلفوا أبيات شعرية ذو قافية تسمع ولا تكتب.
سكت الجميع إلا شاعر واحد وقف أمام الملك وقال:
مررت بعطار يدق قرنفلا ومسكا وريحانا فقلت...
قال لي العطار: ارجع لي قرنفلي ومسكي وريحاني. فقلت...
بعد كلمة "قلت" في البيت الأول، أدخل الهواء من أنفه بقوة، وسمع شهقة دخوله الجميع.
في المقطع الثاني، بعد كلمة "قلت" ، نفث الشاعر الرائحة التي استنشقها من أنفه بقوة، وسمع لها زفيرًا.
الشهيق والزفير ، كما نعلم، نسمع لهم صوتًا، ولكن لا يمكننا كتابة ذلك الصوت.
🌟الرجولة المفقودة
صدم شاب إمرأة عجوز بدراجته. وبدل أن يعتذر لها، ويساعدها على النهوض. أخذ يضحك عليها ثم إستأنف سيره
لكن العجوز نادته قائلة:
إسمع لقد سقط منك شيء.
فعاد الشاب مسرعا واخذ يبحث، فلم يجد شيئا قد سقط منه.
فقالت العجوز:
لا تتعب نفسك في البحث، لقد سقط منك أغلى ما تملك. لقد سقطت رجولتك ولن تجدها أبداً.
قيل إن الحياه لا قيمة لها إذا تجردت من أربع.
1/👈الأدب
2/👈الذوق
3/👈الإحترام
4/👈الأخلاق.
🌟الحكيم والمرأة والحذاء.
قال يوما أحد المتزوجين لجلسائه، المرأة كالحذاء يستطيع الرجل أن يغير ويبدل، حتى يجد المقاس المناسب له. فالتفت الحاضرون إلى رجل حكيم، كان بين الجالسين وسألوه.
ما رأيك في هذا الكلام؟
فقال:
ما يقوله الرجل صحيح تماما. فالمرأة كالحذاء في نظر من يرى نفسه قدما. وهي كالتاج لمن يرى نفسه ملكا.
فلا تلوموا المتحدث، إلا بعد أن تعرفوا كيف ينظر هو إلى نفسه. فإنك برفع قدر من هم حولك هو رفع لقدرك أيضا.
إقرأ أيضاً:👇👇