💭السيرة الذاتية لجبران خليل جبران
جبران خليل جبران، من الشخصيات النادرة التي إستطاعت التألق في العديد من الفنون. فقد كان رساما وكاتبا وشاعرا. وهو من أبرز افراد الرابطة القلمية، او كما أطلق عليهم ادباء وشعراء المهجر. فقد كان يعزف بقلمه أجمل الألحان. ظلت خالدة في ذاكرة الأدب العربي والعالمي.
ولد جبران لعائلة مارونية كاثوليكية في قرية بشري القديمة شمال جبل لبنان. كانت والدته كاميلا ابنة كاهن. وكانت تبلغ امه من العمر ثلاثين عامًا وقت ولادته. كان والده خليل هو ثالث زواج لها. لم يحصل جبران على أي تعليم رسمي خلال طفولته في لبنان بسبب فقر أسرته. على الرغم من ذلك، كان الكهنة يأتون لرؤيته بشكل يومي ويعلمونه الكتاب المقدس واللغة العربية.
عمل والد جبران صيدلانيًا في البداية، ولكن بسبب تزايد ديون القمار التي لم يستطع سدادها، انتقل للعمل لدى مسؤول محلي عينه العثمانيون، وفي عام 1891، أدت سلسلة من الاتهامات إلى طرد المسؤول وفحص طاقمه في العمل من موظفين وعمال. وسُجن على إثرها والده بتهمة الاختلاس، وصادرت السلطات ممتلكات عائلته، حينها قررت والدة جبران كاميلا زيارة شقيقها في الولايات المتحدة، ورغم الإفراج عن والد جبران عام 1894 ، إلا أنها لم تغادر الولايات المتحدة، وغادرت إلى نيويورك في 25 يونيو 1895 مع جبران وأخوته الصغرى ماريانا وسلطانة وشقيقه الأكبر بيتر.
درس جبران الفن في الولايات المتحدة، وبدأ مسيرته الإبداعية باللغتين الإنجليزية والعربية، واتسم بطابع رومانسي، لا سيما في الشعر والنثر، ومنفصلا عن المدرسة الكلاسيكية كما يراها العالم العربي.
أرادت والدة جبران وشقيقه الأكبر بيتر، أن يتعلم جبران شيئًا آخر غير الثقافة الجمالية الغربية التي انجذب إليها، لذلك عندما كان في الخامسة عشرة من عمره، أعادوه إلى مسقط رأسه للدراسة في معهد "الحكمة"، وهي مدرسة مارونية إعدادية ومركز تعليم عالي في بيروت.
وهناك أنشأ مجلة أدبية طلابية، مع زميل له. وانتخب "شاعر الجامعة". ومكث هناك لعدة سنوات قبل أن يعود إلى بوسطن عام 1902. وقبل أسبوعين من عودته إلى بوسطن، توفيت شقيقته سلطانة بمرض السل عن عمر يناهز 14 عامًا، وتوفي شقيقه بيتر بنفس المرض في العام التالي، وتوفيت والدته بسبب مرض السرطان حيث أصيب بحالة نفسية سيئة بعد وفاة ولديها، وظلت فقط أخته ماريانا التي كانت تعمل في مصنع للخياطة.
🌟مسيرة جبران خليل جبران في عالم الفن
وصل جبران إلى بوسطن في فترة كان فيها السوريون واللبنانيون. ثاني أكبر جالية أمريكية في البلاد. وفي 30 سبتمبر 1895، بدأ جبران دراسته، ووضعه مديرو المدرسة، في فصل خاص للأجانب الذين يتعلمون اللغة الإنجليزية.
ذهب جبران بعد ذلك إلى دينيسون هاوس لمدرسة الفنون، حيث التقى بالفنان الطليعي في بوسطن، وهو المصور والناشر فريد هولاند داي، الذي شجع ودعم جبران خليل جبران في مسيرته الإبداعية، مستخدمًا بعض رسومات جبران لأغلفة الكتب في عام 1898. وكان جبران فنانا بارعا وخاصة في الرسم والألوان المائية.
في عام 1904. أقام جبران معرضه الفني الأول في بوسطن، والذي احتوى على العديد من رسوماته، وخلال هذا المعرض التقى ماري إليزابيث هاسكل، وهي مديرة محترمة ربطته معها صداقة دامت عشر سنوات، وكانت داعمة له بشدة، وأنفقت مبلغ كبير من المال، لمساعدته على نشر أعماله المكتوبة باللغة الإنجليزية.
وكانت طبيعة علاقتهما الرومانسية ضبابية بعض الشيء، لكن بعض كتّاب السيرة، يزعمون أنهم كانوا في حالة حب مع بعضهم البعض. وأن علاقتهم كانت أكثر من مجرد صداقة. ومع ذلك، تم انهاء قصة حبهما، عندما اعترضت عائلة Huxls على زواجهما.
تزوجت هاسكل في النهاية من رجل آخر، لكنها ظلت تدعم جبران ماليًا. واستخدمت نفوذها لتعزيز مسيرته المهنية، حيث أصبحت محررة له. وقدمته إلى شارلوت تيلر، كاتبة وصحفية، وأيضاً إميلي ميشيل حيث كانت تعمل كمدرسة فرنسية.
فشجعته ثم انتقل جبران إلى باريس عام 1908، لدراسة الرسم لمدة عامين. وهناك التقى بشريكه الفني وصديقه المقرب يوسف.
🌟المسيرة الأدبية لجبران خليل جبران
كانت كتابات جبران المبكرة في الغالب باللغة العربية، وكانت غالبية أعماله التي باللغة الإنجليزية بعد سنة 1918. وصدر كتابه الأول بالإنجليزية عن طريق شركة ألفريد كنوبف.
وبعد ذلك أصبح عضوًا في الجمعية القلمية المعروفة. وعرفت أيضًا باسم "شعراء المهجر". جمعت هذه المجموعة بعض أشهر المؤلفين اللبنانيين والأمريكيين، بمن فيهم أمين الريحاني وإيليا أبو ماضي وميخائيل نعيمية، وهذا الأخير صديق شخصي لجبران، ومعلم ذو صيت في الأدب العربي. وقد عامل جبران كما لو كان ابنه.
🌟علاقة جبران خليل جبران بالأديبة مي زيادة
جمعت مي زيادة وجبران خليل جبران قصة حب حقيقية، كانت مي زيادة في السادسة والعشرين، عندما كتبت لجبران خليل جبران عام 1912، معربة عن حماسها وإعجابها بكتاباته. وردا على رسالة مي أرسل جبران لها روايته "الأجنحة المتكسرة". والتي نشرت في نيويورك.
وقد اختلفت معه مي زيادة، وخاصة في موضوع الزواج. لقد تبادلوا الرسائل لمدة 19 عامًا تقريبًا. دون أن يجتمعوا شخصيًا في النهاية. وكانت مي مصدر إلهام لجبران، الذي رآها حلقة الوصل بينه وبين وطنه. على الرغم من علاقاته العديدة مع النساء. مثل ماري هاسكل وميشلان، إلا أن حب مي كان له صفة فريدة رافقت كتاباته.
🌟الشعلة الزرقاء رسائل حب جبران خليل جبران
وبالرغم من المسافات، فإن الشعلة الزرقاء لخصها جبران بأروع الرسائل التي كُتبت، لتروي قصة حبه لمي زيادة، حيث كان جبران يعيش في الولايات المتحدة خلال هذه الفترة، بينما كانت مي تقيم في القاهرة. تم جمع حوالي 37 رسالة في كتاب Blue Flame، تحتوي كل منها على أسمى معاني الحب. ويشار إلى هذا النوع من الحب باسم الحب العذري.
🌟جبران خليل جبران والمرأة
كان لجبران خليل جبران منظور فريد عن الزواج والحب، كما يتضح من روايته الأجنحة المتكسرة، والتي إشتهرت على نطاق واسع، واعتبرت واحدة من أفضل التعبيرات عن ألمه الشخصي.
وهاجم جبران بشدة القيود العربية والشرقية على المرأة، الأمر الذي أثار عداوة بين مي زيادة وجبران خليل جبران، إلا أن وجهة النظر النقدية هذه لم تقلل من قيمة المرأة في حياة جبران، إذ اعتبرها أخته وأمه وصديقته وطفلته.
كان جبران يعتزم شراء دير في مسقط رأسه بشمال لبنان، وهو ما أنجزته أخته تحقيقاً لرغبته، حيث أراد أن يدفن هناك، وهو ما تم بالفعل، وقد تم كشف العديد من أعمال جبران الفنية بعد وفاته، لذا فقد تم تحويل الدير إلى متحف في عام 1995.
في مشوار جبران الأدبي. قام بتأليف العديد من الكتب والروايات والأشعار. التي ظلت خالدة من حيث جمال الأسلوب. والتعابير المليئة بالحكمة والمواعظ. وترجمت إلى لغات عديدة. وأغنت الأدب العربي. وقد تغنى بأشعاره عدة مطربين، من بينهم السيدة فيروز. ومن أهم مؤلفاته.
الأرواح المتمردة، عرائس المروج، دمعة وابتسامة، وله أيضا عدة مؤلفات باللغة الإنجليزية مثل حديقة النبي، والمجنون، ورمل وزبد.