منشورات جديدة

السنة الهجرية وحقيقتها

حقيقة السنة الهجرية  

ما هي السنة الهجرية

قبل كل شيء يجب فهم السنة الهجرية أو بعبارة أصح التقويم القمري. فلنحاول فهمها وكيف كانت عند العرب وأسمائها وما علاقتها بالإسلام. وهل واجب علينا إتباعها في مؤسساتنا بدل السنة الميلادية أو الشمسية. بحيث على حسب فهم العديد من المسلمين السنة الميلادية هي خاصة بالنصارى. ونحن نتبعهم بإتباعنا لها.

السنة الهجرية وحقيقتها

فلنبدأ بنبذة عن السنة الهجرية وتاريخها. 

إرتبطت أسماء الأشهر إما بالفصول التي تتزامن معها، أو أنشطة العرب في كل منها، أو حرمة القتال فيها.

فمثلاً أشهر ربيع الأول وربيع الثاني متوافقان مع فصل الربيع عند تسميتهما. تزامنت جمادى الأولى وجمادة الثاني مع فصل الشتاء عندما سميت (الكلمة مشتقة من جمود الماء). وشهر رمضان مستمد من الرمض، وهو أول المطر بعد حر الصيف، وهذا هوالوقت الذي سُميّ فيه. ويأتي بعد الصيف مباشرة. 

أما الأشهر الحُرُم، فذي القعدة يرمز إلى قعود العرب عن الحرب. وذو الحجة كان هو شهر الحج. أما مُحرم فهو مستمد من تحريم القتال. ورجب مستمد من "رجب الأنف عن السهام"، أي نزعها، في وقت تحريم القتال.

أما صفر فهو مرتبط بخروج العرب للحرب حتى تصبح البيوت صفراء بمعنى أنها خالية من أهلها. وشعبان يرمز إلى بداية انقسام العرب بين حرب وتجارة بعد أن جلسوا في رجب

فيبدو جليا ان الشهور القمرية لا تتطابق نهائيا مع الفصول ولا مع أسمائها. فالسنة الهجرية لا تصلح للتاريخ او إلى تحدبد موعد، أو مناسبة او حتى الى كتابة مذكرات أو أي شيء. 

إذا قمنا بحساب التقويم القمري المعمول به في الوقت الحاضر، سنجد أن الرسول قد هاجر في سن سبع سنوات بسبب الفارق السنوي.

كان في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم مستخدما حسب أسماء الشهور والفصول.

فالتقويم الهجري هو من أهم الثوابت الدينية. وهو الذي يحدد مواقيت العديد من العبادات.تلك التي شرعها الله في كتابه كالصوم والحج. أو أن الناس اخترعوا مثل عيد الأضحى وعاشوراء. 

حتى وقت قريب، اعتنق غالبية أتباعه هذا التقويم وقبلوه بشكل لا لبس فيه. ولكن مع تطور وسائل الاتصال ووصول الإسلام إلى مختلف أنحاء العالم. بدأت أوجه القصور والقيود في هذا التقويم بالظهور. 

حيث أثارت مشكلة الصيام في الأماكن القريبة من القطبين الشمالي والجنوبي علامة استفهام كبيرة حول ما إذا كان هذا التقويم مناسبًا بالفعل لجميع مناطق العالم. وليس فقط للشرق الأوسط

فتجول رمضان بين الفصول في مختلف مناطق العالم. فبينما يصوم سكان جزء الكرة الأرضية الشمالي ساعات قليلة في الشتاء. نجد سكان جزئها الجنوبي يصومون في الحر ولساعات أطول، والعكس صحيح. فعند تنقل رمضان عبر الفصول مع مرور الزمن و السنوات، حيث يصل الأمر في بعض المناطق والفصول إلى الصيام لمدة 22 ساعة في اليوم أو العكس.

حيرة المجتمع الإسلامي

لذا فالمجتمع الإسلامي يعيش في حيرة. فلا يسر ولا منطق في هذا التشريع البشري المتبع. والمسلمون لا يحبون أن يتقبلوا أن ما يمارسون من طقوس هي فقط عادات موروثة. وليس لها أصل. وتشريع خاطئ طالته اليد البشرية فغيرته تماما. 

كما أنه تم تسويق ذلك في كتب التراث على أن هذا من رحمة الله تعالى على العباد!! 

هل التزوير والتبديل في تأريخ الحوادث التاريخية يسمى رحمة؟ فإذا جاء أحدهم في الشتاء وقال لك في مثل هذا اليوم ولدت أنا أو توفي أبي. وبعد عدة أعوام جاء في أحد أيام الصيف وقال لك في مثل هذا اليوم ولدت أنا أو توفي أبي. فكيف ستكون ردة فعلك؟

لذا فهو تقويم ميت. في الممارسة العملية ، لا يستخدمه الناس لحساب تواريخ الزراعة والتجارة وتواريخ الميلاد والأحداث التاريخية. من الحروب وتنظيم الحياة العامة المتعلقة بحالة المناخ. أي أنه تقويم غير صالح لحياة الإنسان.

 وما هو معلوم من آثار الأمم السابقة. هو إرتباط حسابات الزمن عندهم بالمواسم المناخية. وفي عهد الرسول أيضا. 

والحقبقة هي أن الرسول الكريم لا يعرف شيئاً عن ما يُسمى بالتقويم الهجري الحالي. الذي تم وضعه في زمن ما بعد وفاته لتضليل من سيأتي من بعده. وعليه فقد كانت الأشهر الحرم وأشهر الحج وشهر الصيام ثابتة في زمن النبي الكريم. وتأتي في موسم مناخي محدد من كل عام منذ زمن إبراهيم عليه السلام. الذي أذن في الناس بالحج

قال تعالى: 

وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ ﴿سورة الحج27﴾ 

كان من الأجدر أن يقوم الرسول بوضع هذا التقويم لو كان ذو أهمية.

ولكن بعد وفاة الرسول وفي ولاية عمر بن الخطاب على وجه الخصوص. وقد وردت في هذا الباب روايات كثيرة ، منها أن أحدهم رفع سنداً لعمر مكانه شهر شعبان ، فقال: أي شعبان ماض أم ما نحن فيه ، أو الذي سيأتي؟ ضع شيئًا للناس يعرفون أنه سيتم تسوية ديونهم ". 

يقال إن بعضهم أراد أن يواعد الفرس مع ملوكهم ، فكلما مات ملك ، يؤرخون تاريخ الدولة من بعده ، وكانوا يكرهون ذلك.، كلما هلك ملك أرخوا من تاريخ ولاية الذى بعده، فكرهوا ذلك، ومنهم من قال: "أرخوا بتاريخ الروم من زمان الإسكندر"، فكرهوا ذلك.

وقال قائلون: "أرخوا من مبعث رسول الله عليه السلام"، وقال آخرون:"أرخوا من تاريخ ولادة رسول الله" وأشار علي بن أبي طالب وآخرون إلى أنه يجب أن يؤرخ من هجرته من مكة إلى المدينة المنورة لظهوره لكل أحد فإنه أظهر من المولد والمبعث. فوافق عمر والصحابة على ذلك ، فأمر عمر بتأريخها من هجرة الرسول وتأريخها من أول سنة محرم.

كيف قام الرسول والأعراب بتعديل الشهور القمرية مع مواسم ما قبل هذا الحادث؟

إنما النسيء زيادة في الكفر 

فمراجع التاريخ العربي تعج بالحديث فيما كان يسمى بشهر النسيء، والذي عرفه القرآن الكريم بقوله تعالى «إنما النسيء زيادة». 

وقد كان النسيء يستخدم فيما قبل الإسلام لضبط مواقيت دخول وخروج مواسم الفصول الأربعة بالنسبة لمن كان يستخدم السنة القمرية، فيكون هنالك توازن دائم لفصول الزراعة، ومع رحلات الشتاء والصيف، والتناسق في ذلك مع السنة الشمسية، وذلك لردم الفارق بين السنتين، والذي يبلغ حوالي 11 يوما من كل سنة، فيتم بذلك تحاشي أن تأتي فصول السنة القمرية الهجرية على غير مسمياتها. 

وبالتالي يكون الربيع ربيعا، ويأتي الجماد باردا، ويهل رمضان في وقت الرمضة، ويأتي الحج وسط الشتاء ومع نهاية السنة الشمسية. ولكي يصحح العرب الجاهلية هذا الاختلاف ، أضافوا شهرًا يسمى "النسيء" ، وكانوا يضيفونه إلى نهاية العام أو بعد كل ثلاث سنوات عربية ، وذلك بغرض الفرق بين السنة القمرية والسنة الشمسية ، بمتوسط 11 يومًا في السنة ، وحوالي 33 يومًا لكل ثلاث سنوات. 

بالإضافة إلى سنواتها ، تظل المواسم الزراعية والدينية والتجارية ثابتة في مواعيدها ، ولا تختلف السنة القمرية عن السنة الشمسية ، وتأتي الفصول في أوقاتها الطبيعية. ولا تختلف السنة القمرية عن الشمسية، وتأتي الفصول في مواطنها الطبيعية.

ومثل هذا العمل هو ما يتم ضبط السنة الشمسية به في التقويم الميلادي، حيث يتم إضافة يوم لكل رابع سنة، وبما يسمى بالسنة الكبيسة، مما جعل سنوات التقويم الميلادي تتساوى في كل مكوناتها.

لذا فسبب إزالتهم للنسيء هذه الآية. التي من خلالها إعتبروا أن تلك الإضافة زيادة في الكفر. 

قال تعالى: 

إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ ۖ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِّيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ ۚ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ

صدق الله العظيم 

أما النسيء‏ كما ورد في القرآن :‏ 

وهو ما اعتاد أهل الجاهلية على استخدامه في الأشهر الحرم ، وكان من بِدَعِهِم الباطلة أنهم لما رأوا حاجتهم للقتال في بعض الأوقات من الأشهر الحرم رأوا - بآرائهم الفاسدة - أنهم يجب أن تحافظ على عدد الأشهر المقدسة. 

بحيث يحتفظوا بعدة أشهر الحرم نهى الله عن القتال فيها ، وأن يؤخروا بعض الأشهر الحرم ، أو يقدمونها ، وجعلوا مكانها بين أشهر الحل كما يشاءون ، وإذا جعلوه مكانه هم جعل القتال فيه، وجعلوا الشهر الشرعي محرماً ، وهذا - كما أخبرهم الله عنهم - زيادة في كفرهم وضلالهم لما فيه من نهي.

ومن هنا بدأ التقويم الهجري الذي يربط بدايته بحادثة هجرة الرسول الكريم من مكة. لذلك فمن صنع هذا التقويم كان مغيراً لأحداث التاريخ ، بل كان معادياً لهذه الرسالة وللرسول الذي جاء بها. 

ومن صنع هذا التقويم لا يختلف عن من كتب أكاذيب كتب التراث ، حيث زعموا أن الله أمر رسوله الكريم أن يهاجر من بيته إلى المدينة المنورة ، بينما يقول القرآن الكريم أن الذين كفروا طردوا الرسول من بيته بمعنى أنه صلى الله عليه وسلم طرد من بلده وليس بأمر. من رب العالمين

قال تعالى: 

إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّـهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّـهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللَّـهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَىٰ وَكَلِمَةُ اللَّـهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّـهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ  ﴿سورة التوبة40﴾ 

كما يخبرنا النص السابق أن هذا النزوح كان حدثًا مؤسفًا لصاحبه الذي كان معه ، وطبعًا كان ذلك في قلب الرسول أيضًا. فكان الطرد من مكة والذهاب إلى المدينة حدثاً مؤسفاً في تاريخ الرسول الكريم ، وكان بمثابة انتصار لكفار مكة عليه.

ونجد في التراث قصة مغايرة تماما. وأن الرسول كان في مغارة الثور مختبئًا مع أبي بكر الصديق بعد أن تبعه آل قريش. خاف أبو بكر عندما وصلوا إلى الكهف. فوجدوا الحمامة وعشها والعنكبوت قد نسج خيوطه. فقال له لا تحزن إن الله معنا. فأعماهم الله وغيروا وجهتهم. 

وهي قصة يعرفها الصبية والكبار. وكل هذا بإختصار شبيه بالأفلام الهندية. منذ بداية خروجه متسللا في جنح الظلام. وكان من الأجدر أن يقول له لا تخف بدل لا تحزن. لذا فقد قال له لا تحزن لما أصابهم من طرد ومهانة. 

والسؤال الذي يطرح هنا : لماذا تم إختيار هذه الحادثة لتكون بداية للتقويم. وأًطلق عليها إسم (التقويم الإسلامي)؟

لو أن الرسول أحب أن يضع تقويماً يقرنه بأحداث الرسالة الخاتمة. فإنه سوف يختار بداية له يوماً يعتز به ويفخر به أيضاً، كنزول القرآن الكريم مثلاً، والذي هو أول يوم لبعثة الرسول الكريم. والتي حددها الله تعالى في القرءان بليلة القدر. ويكون هذا الحدث الهام تحديداً  بداية مشرفةً للتأريخ لرسالة السماء الخاتمة.

أو أن يختار يوم الفتح مثلاً ليكون بداية لهذا التأريخ. وكلنا يعرف أنه يوم عودة النبي الكريم إلى دياره وتحقيق وعد الله له بإعادته إلى وطنه. لأنه يوم النصر ودخول الناس في دين الله أفواجاً 

قال تعالى: 

﴿إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّـهِ وَالْفَتْحُ ﴿1﴾ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّـهِ أَفْوَاجًا ﴿2﴾ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا ﴿3﴾﴾ سورة النصر

فلنرجع إلى موضوع الزيادة. فقد أزالوا الزيادة التي تضبط الأسماء مع فترات السنة. فأضاعوا التوافق الزمني مع المناسبات. مع أنه كان يستعمل لمعرفة منازل العام لا للحساب والتاريخ. لذلك تركه الرسول ولم يعره إهتماما لتحديد السنة. فكيف نقوم حياتنا على كوكب من المجموعة الشمسية. 

ولكن التعصب الديني جعل منه مقدسا حتى نكون مختلفين. فالمسيحيين يعدون منذ ولادة عيسى عليه السلام ولا علافة لهذا بالسنة الشمسية. فالسنة الشمسية مستعملة منذ القدم والسنة القمرية أيضا فأعطينا للقمرية القداسة  وكفرنا الميلادية. 

ورغم ذلك نستعملها رغما عنا، لأنها هي الصواب. ونكفر من إحتفل بالسنة الشمسية فقط لأن النصارى إستعملوها. فظل المسلمين حائرين كالعادة بين التراث والخرافة والجهل. فنحتفل ولا نعرف لماذا. مرة نصوم في الصيف ومرة في الشتاء والكل سعداء والعقول في سبات.

فالتاريخ والتراث والدين صنعه المنتصرون. 

 لذا فإن التقويم الهجري يتنافى مع كل الحقائق العلمية والحسابات الفلكية الحديثة، ويعتمد على العين المجردة لرؤية بدايات ظهور القمر غير المَرئي، لا يمكن أن يكون له أيُ فائدة مرجوة لتنظيم وإدارة أمورنا المستقبلية، وقراءة تاريخنا بشكل صحيح.

التفاخر والإصرار في الإعتماد علي التقويم الهجري الذي يتجاوز كل الحقائق العلمية والحسابات الفلكية الحديثة، ويعتمد على العين المجردة لرؤية بدايات ظهور القمر غير المَرئي، لا يمكن أن يكون له أيُ فائدة مرجوة لتنظيم وأدارة أمورنا المستقبلية وقراءة تاريخنا بشكل صحيح.

إضافة إلى التفاخر والإصرار على الإعتماد عليه. مما يعكس جهلَ وتخبّط المسلمين وعدم إكتراثهم بالزمن الذي له قيمة مالية…  ونجد أن بعض الدول الإسلامية تتخذ من التقويم الهجري تقويماً رسمياً في دوائرها، بحيث يتم حساب الرواتب بالميلادي. 

والإيجارات والفواتير والأقساط بالهجري  ليحقق المؤجر المزيد من الإيرادات على حساب المستأجر الطرف الأضعف، والكل يعلم بأن  السنه الهجرية تقل عن الميلادية 11 يوماً سنوياً..!

التقويم الهجري القمري يعكس جهلَ وتخبّط المسلمين وعدم اكتراثهم بالزمن الذي له قيمة مالية…  

ولكن المسلمين لا يقبلون حتى النقاش في الموضوع فما أتى به الآباء والأجداد مقدس. ويطبقون عادات وتقاليد مخالفة تماما للعقل والمنطق. وعكس القرآن تماما.


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-