منشورات جديدة

حكايات العطار والخليفة/ الشاعر والقرآن

💬الشاعر والقرآن 

كان هناك شاعر من شعراء العرب، عرف بفصاحة لسانه وسرعة بديهته. فحل يوما على بلاط أحد الملوك، وبعد ان أنهى هذا الشاعر قصيدته، اعجب به الملك جدا فقال له أطلب ما تشاء، فقال الشاعر وكان حافظا لكتاب الله عز وجل. فقال له ستعطيني من الدنانير، مثل الرقم الذي سأذكره لك من القران الكريم، فوافق الملك على طلب الشاعر

الشاعر والقرآن

فقال له الشاعر :

قال تعالى: ”إلهكم إله واحد” …. فتبسم الملك وأمر باعطائه دينارا واحدا

فقال له الشاعر: 

قال تعالى: ”ثاني اثنين إذ هما في الغار”.. فأمر الملك بإعطائه دينارين

فقال له الشاعر: 

قال تعالى:”لا تقولوا ثلاثة انتهوا خيرا لكم”... فأمر الملك بإعطائه ثلاثة دنانير

فقال له الشاعر: 

قال تعالى: ”ولا ثلاثة إلا وهو رابعهم”  ..  فأمر الملك بإعطائه أربعة دنانير

فقال له الشاعر:

قال تعالى: ”ولا خمسة إلا وهو سادسهم” ... فأمر الملك بإعطائه ستة  دنانير. وضحك الملك من ذكاء الشاعر.

فقال له الشاعر:

قال تعالى: ”الله الذي خلق سبع سموات”.. فأعطاه الملك سبعة دنانير

فقال له الشاعر: 

قال تعالى:”ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية” ... فأعطاه الملك ثمانية دنانير

فقال له الشاعر: 

قال تعالى: ”وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون” … فأعطاه تسعة دنانير

فقال له الشاعر : 

قال تعالى: ”تلك عشرة كاملة” …. فأعطاه الملك عشرة دنانير

فقال له الشاعر: 

قال تعالى: ”إني رأيت احد عشر كوكبا” … فأعطاه احد عشر دينارا

فقال له الشاعر : 

قال تعالى: ”ان عدة الشهور عند الله اثنى عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السموات والأرض” …

فغضب الملك وعلم بالفخ الذي ممكن أن يقع فيه، فقال بسرعة أعطوه ضعف ما طلب وأطردوه 

فقال الشاعر: لما يا مولاي

فأجاب الملك: 

لقد علمت أنك ستقول. 

قال تعالى: ”وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون”

فلم يكن الملك جاهلا بالقرآن وعرف ما فيه من أرقام. فأنهى اللقاء قبل أن يطلب مبلغا خياليا.

🌟قصة العطار والخليفة

في عهد الخليفة عضد الدولة. أودع رجل عقدا ثمينا عند أحد العطارين، فلما طلبه منه أنكر العطار ذلك، فشكاه الرجل إلى الخليفة. ولكن الخليفة حار في الأمر. لعدم وجود أية أدلة على أنه إئتمنه على العقد. لكن بعد تفكير طويل قال الخليفة له: اذهب واقعد أمام دكان العطار، ولا تكلمه، وافعل ذلك ثلاثة أيام، وفي اليوم الرابع سأمر عليك أنا وبعض رجالي، وسأنزل عن فرسي، وأسلم عليك، فرد علي السلام وأنت جالس، وإذا سألتك سؤالا أجب علي ولا تزد شيئا، وأن يكون تعاملك معي جافا وفيه كبر، ثم بعد ذلك ذكر العطار في اليوم التالي بالأمانة بأسلوب حاد وخشن.


العطار والخليفة

وفي اليوم الرابع مر الخليفة على الرجل، ونزل عن فرسه، وسلم عليه، وقال له : لم أرك منذ مدة ؟! فقال الرجل : سأمر عليك قريبا فإني مشغول في هذه الأيام.

لما انصرف الخليفة، أدهش الموقف العطار وظل طول الليل يفكر في ما فعل. وهو يتوقع ردة فعل عنيفة من ذلك الرجل. فلم يظن أن له معارف ونفوذ. وظل يفكر طوال الليل وهو في حيرة من أمره. وفي اليوم التالي ذهب الرجل عند العطار مرة أخرى. وطلب منه الأمانة بخشونة وغضب. ، فقال له العطار : صف لي العقد الذي تتحدث عنه، فوصفه الرجل  فقام العطار وإعتذر منه لنسيانه. مدعيا أنه وجد عقدا البارحة في دكانه، ولم يعلم من هو صاحبه. وأخبره أن وصفه مطابق للعقد الذي وجد، فأحضر العقد على الفور مكررا إعتذاره. 

فذهب الرجل بعد ذلك إلى الخليفة وأخبره بالأمر، فغضب الخليفة من فعلة العطار، فأمر بحبسه وغرامة على فعلته الدنيئة. وأشهر به في المدينة كلها، حتى يكون عبرة، بحيث لا يتعامل معه أحد بعد ذلك. العبرة من قصتنا. دائما هناك طريق لإرجاع حقك، إذا فكرت قليلا. فلا يضيع حق وراءه مطالب. 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-