💬من الفاشلين إلى العلماء
🌟1.الإعاقة لا تعيق
معظمكم عرف عمن سنتكلم تلقائيا من العنوان، إنه من أعظم العلماء في التاريخ، إنه العالم الذي قرر أن يلقب بالمخترع المبدع وليس بذوي الاحتياجات الخاصة، ليصنف لاحقا ضمن أفضل عشرة علماء فيزياء على مستوى العالم، إنه "ستيفن هوكينغ" عالم الفيزياء الأمريكي الشهير .
منذ نعومة أظافره، بدت عليه ملامح الإعاقة، بنفس القدر الذي بدت عليه ملامح العشق للعلوم والطبيعة والقدرة على الإبداع، فانطلق بحثا عن أجوبة لأسئلته المختلفة.
لكن شغفه بدأ بالانطفاء تدريجيا بسبب انشغاله بالتفكير فيما قاله الأطباء: " إنه يعاني من مرض نادر يسمى (التصلب الجانبي الضموري أو العصبون الحركي)، و لن يعيش لأكثر من عامين، لم يتوقع أي طبيب أن يعيش مريض كهذا ليموت عن عمر يناهز 76 عاما ! ، لا و بل سيحقق إنجازات لم يسبقه إليه أحد.
لقد تم ترشيحه لنيل جائزة نوبل أكثر من مرة خلال حياته، و هو صاحب "نظرية كل شيء". والتي فسر من خلالها العديد من أسرار الكون المجهولة.
🌟2.مصدر النور في حياتنا
"إديسون" من أكثر الأطفال غباء في بلاد السويد إلى أحد أهم و أشهر المخترعين الذين عرفناهم، صاحب اختراع المصباح الكهربائي، والذي أصبح من أساسيات حياتنا، تخيل حياتك بلا مصابيح، الليالي مظلمة و حالكة ، فقد قدم أديسون النور للبشرية بأجمعها.
كما عرف "إديسون" بين رفاقه عندما كان صغيرا بالغباء و الفشل، أصبح الآن معروفا بإنجازه العظيم وإرادته القوية، فقد نجح بعد فشله أكثر من عشرة آلاف مرة، وعندما سأله صحفي عن شعوره بالفشل حينها قال له :
"أنا لم أفشل عشرة آلاف مرة ، بل فشلت مرة، و نجحت في إيجاد عشرة آلاف طريقة للفشل، استطعت استبعادها كطرق للنجاح، و سأقوم بإيجاد طريقة للنجاح".
حصل إديسون على أكثر من ألف براءة اختراع باسمه، و في يوم وفاته قام الناس في أمريكا بإطفاء النور في منازلهم للحظات تكريما له.
🌟3.الفاشل الذكي
عندما نريد وصف أحد نعرفه بأنه ذكي جدا نلقبه ب"آينشتاين"، لا بد أنكم جميعا تعرفونه، إنه أحد أعظم المفكرين، بيد أنه لم يتكلم حتى بلغ الرابعة من عمره، حتى أنه لم يحظ بالتقدير الذي يستحقه من والده الذي لطالما اعتبره فاشلا.
وحتى عندما عمل كموظف للتأمينات لم ينجح بعمله فتوقف، و على الرغم من كل هذا الفشل الذريع، لم يلحظ أحد من معلميه الإبداع الذي لديه، وذلك ربما لأنه لم يتعلم الكتابة و القراءة حتى تجاوز سن ٨ سنوات، وكانت لديه مشاكل في التحصيل العلمي، فنبذه زملاؤه و معلموه، ثم بعد ذلك كبر هذا الصغير، وأصبح أهم المفكرين باختراعه للنظرية النسبية، التي تعد حجر أساس الفيزياء اليوم.
🌟4.أشهر صفعة في التاريخ
في إحدى القرى الألمانية في القرن السادس عشر كان هناك ولد صغير اسمه غاوس، طالب ذكي وسريع البديهة ، فقد كان يجيب عن جميع أسئلة مدرسه خلال عدة ثوان، دون تردد أو تفكير.
فكان كل زملاؤه يغارون وينفرون منه، وحتى مدرس الرياضيات كان يغضب منه لأنه لا يترك الفرصة لزملائه حتى يفكروا بالجواب، رغم عدم تفكيره قبل أن يعطي جوابا، إلا أن أجوبته كانت دوما صحيحة !.
مما أثار غضب أستاذه يوما، فقرر إعطاءه سؤالا صعبا ليتفرد بحله ويفكر جيدا، فما كان من غاوس إلا أن أجاب سريعا دون تردد، فانفجر أستاذه من الغضب و قام بصفعه !.
كان السؤال عقابا لغاوس على أنانيته المفرطة، فطلب منه إيجاد ناتج جمع كل الأعداد من الصفر حتى المئة ، بقصد إلهاء غاوس وشغله عن زملائه، فاستغرق الطفل خمس دقائق فقط ليجيب بعدها بشغف:
"5050" ، ثم كانت الصفعة التاريخية من أستاذه قائلا: "أتمزح ؟ أين العمليات الحسابية التي قمت بها ؟، فقال غاوس الصغير :
"وجدت أن هناك علاقة بين الصفر والمئة، وهي أن مجموعهما مئة. وكذلك 99 و 1 و أيضا 98 و 2 وهكذا فحصلت بذلك على 50 زوجا من الأعداد التي مجموع كل منها 100، حتى وصلت إلى العدد 50. فالمجموع 5050.
ومن هنا قمت باكتشاف قانون عامل لحل هذا السؤال وهو n(n+1)/2 ".
نعم ، قام المعلم البسيط بصفع النابغة (كارل فريدريك غاوس). عالم الرياضيات العبقري الذي صنف ضمن أشهر ثلاثة علماء مادة الرياضيات في التاريخ !.
🌟5.الجبل لا يتطور
الفريق البريطاني الأول الذي قام بمحاولة تسلق أعلى قمة جبلية في العالم " قمة إيفرست"، قد واجه الكثير من المصاعب لعدة أسباب، وكانت إحدى النتائج خسارة الفريق لأحد أعضائه أثناء تسلق الجبل.
فغضب أصدقاؤه غضبا جما، وصار بلوغ القمة هدفا يسعون إليه جميعا كنوع من الانتقام ، وعلى وجه الخصوص، أحدهم الذي نظر إلى صورة صديقه التي كانت خلفيتها قمة إيفرست قائلا :
" سيأتي يوم أنتصر فيه على هذا الجبل الشاهق، وأنتقم لموت صديقي، فالجبل سيبقى مكانه لن يتطور، ولكنني أنا من سيتطور ويصبح أقوى و أعود لهزيمته ".
وفى هذا الصديق بوعده بعد عدة سنوات، وقام بأخذ صورة على قمة الجبل رافعا علم البلاد، محققا الإنتصار الموعود بإرادته وعزيمته ومشاعره الجياشة، التي حركها "جماد". وكان أول شخص يقوم بالوصول إلى القمة.
هذه قصة تعملنا الكثير والكثير، كالوفاء للأصدقاء، و التعب الذي لا يتحقق إلا بالعمل الجاد، وأن الطريقة الوحيدة التي تتغلب بها على العقبات، هي بمواجهتها والتصدي لها. فالمصاعب تبقى كما هي لا تتطور، بل أنت من يتطور أيها الإنسان، لتجتازها و تقوم بإنجازات لا مثيل لها.
🌟6.طعنة في الروح
حتى لو لم تكن ملما بالتاريخ، لكنك بالتأكيد سمعت أو قرأت هذه الجملة الشهيرة : " حتى أنت يا بروتوس ؟ "، إنها الجملة الشهيرة التي قالها الإمبراطور يوليوس قيصر ، و التي ذكرها الشاعر ويليام شكسبير في مسرحيته " الإمبراطور الروماني ".
عندما سمعت هذه الجملة الشهيرة لأول مرة لم أعرف معناها ، من هو بروتوس ؟ ، و ماذا فعل ؟ ، ومن الذي يتكلم، ولماذا قال هذه الجملة ؟.
إنها جملة بسيطة من أربع كلمات، ولكنها تحمل معنى عميق، ومشاعر كثيرة، فهي تلخص خيانة بروتوس لصديقه قيصر، باشتراكه في مؤامرة لقتله و التخلص منه، تلقى قيصر طعنة تلو الأخرى، اقترب منه بروتوس فظن أنه سينقذه ويخلصه ممن يحاول قتله.
اقترب منه يروتوس و قام بطعنه، تلك الطعنة التي قتلت قيصر، كانت طعنة قاتلة بالمعنى الحرفي، قتلته من داخله، كمن يموت من الحزن.
كان قيصر يعلم أن هناك من يدبر له مؤامرة لإغتياله، و لكنه لم يعلم أن صديقه الوحيد، والذي يثق به ثقة عمياء كان هو من دبر هذه المؤامرة.
تلقى 23 طعنة لم تستطع قتله، بل قتلته الطعنة رقم 24 التي كانت من أعز أصدقائه، فنظر إليه بعد أن علم أنه سيطعنه قائلا : "حتى أنت يا بروتوس ؟ ، إذن فليمت قيصر".
تلك الطعنة لم تطعن جسده، بل طعنت قلبه، طعنت روحه، طعنة الثقة ومشاعر الحب التي نشبت بداخله تجاه هذا الإنسان، فأردته قتيلا.
يقول الشاعر جبران خليل جبران : "عندما أصابت الرصاصة قلبي لم أمت.. لكني مت لما رأيت مطلقها"..