منشورات جديدة

الوجه الحقيقي للوهابية والإخوان

تعريف الوهابيين 

في القرن الثامن عشر ميلاديا. أسس محمد بن عبد الوهاب حركة إسلامية متطرفة بشبه الجزيرة العربية. وقامت تلك الحركة على أفكار صاحبها، والتي إرتكزت على تكفير جميع المسلمين في هذا الزمان.

الوجه الحقيقي للوهابية والإخوان

واعتبر بن عبد الوهاب أن الإسلام الصحيح لم يعد موجودا. وأن مهمته هي إعادة الأمور إلى نصابها. وانه سيعيد الإسلام الصحيح بالقوة. وأن يخلص الدعوة من ما يشوبها من بدع وضلالات.

فوسع من قاعدة الأفعال التي إعتبرها كفر. هذا بإختصار الوهابية ومؤسسها. وسنتطرق إليه بإستفاضة في موضوع قادم إن شاء الله. ولكن موضوعنا اليوم هو علاقتها بأمريكا. والإرهاب الذي عم العالم العربي نتيجة هذا الفكر المتطرف.

علاقة الوهابيين بأمريكا 

في 22 مارس 2018، أدلى مسؤول سعودي بتصريح لجريدة واشنطن بوست الامريكية.

قال فيها : أعترف بأن نشر السعودية للوهابية، لم يكن خالصا لوجه الله  بل كان إستجابة لمطلب أمريكي "توظيف الاسلام لخدمة المصالح الامريكية".

وقال كذلك، أن ذلك تم نتيجة لصفقة سياسية، أبرمتها كل من أمريكا والسعودية ومصر وباكستان، وأن تسويق هذا الفكر الديني المتشدد، كان فقط لكسب المعركة ضد الإتحاد السوفييتي !!!

و قد علقت واشنطن بوست عن هذه التصريحات، أن نشر الوهابية، لم يكن إلا أداة من أدوات الحرب الباردة بين أمريكا والإتحاد السوفييتي. وأن كل هذه المصاحف وهذه المساجد وهذه الفتاوى، فقط لتغطية الرؤوس. وإسدال اللحي وإرتداء الجلابيب القصيرة، لم يكن إلا مكياجا أو إكسسوارات وأزياء تنكرية، للعب الدور المطلوب تمثيله في مسرحية الحرب الباردة بين الدولتين. وأن الشعوب الاسلامية لم تكن سوى دمى تم استغلالها أبشع إستغلال !!!

خطة الأمريكان في الشرق الأوسط

لقد بدأت القصة في 27 ديسمبر 197. عندما أكد مجلس الامن القومي الامريكي، خطة بعنوان " الجهاد في أفغانستان ضد الإلحاد "وقد كتبها" "زيغنيو بريجنسكس". مستشار الرئيس جيمي كارتر لشؤون الامن القومي.

وعلى الفور، وبعدها شرع بريجتسكي جولته في الشرق الأوسط، محاولا إقناع الدول العربية والإسلامية بخطته. و قام بجولة سرية للقاهرة في 3 يناير 1980. حيث قابل أنور السادات، ثم قابل الملك خالد في جدة في 4 يناير. ثم قابل الرئيس ضياء الحق في باكستان في 5 يناير.

و يقول د.حسنين هيكل في كتابه الحروب الغير المقدسة. أن بريجنسكي، قام بدعوة هذه الدول للقيام بدور قيادي في هذه الحرب ضد الاتحاد السوفييتي الملحد. الذي غزا دولة اسلامية.

وكان الرجل يحمل معه خطة تفصيلية، حدد فيها دور كل دولة في تلك الحرب، فهناك من تقوم بالتمويل المالي، وهناك من تقوم بتدريب المقاتلين وهكذا... وكان يتحدث كأنه أحد الصحابة المبشرين بالجنة من شدة غيرته على الاسلام.

ونجح الرجل في إقناع الزعماء العرب بخطته. وتمت الموافقة على مشروعه دون قيد أو شرط !!!

وفي القاهرة، قام بريجنسكي بإقتناع السادات بسبعة اسباب للموافقة على خطته. وكما يقول د.حسنين هيكل، أن المحادثات إستمرت بينهما لثلاث ساعات ونصف. 

الحرب الباردة ودور المسلمين فيها

ركز فيها بريجنسكي على دور الأزهر والإخوان المسلمين في كسب هذه الحرب الباردة ضد الاتحاد السوفييتي، لأن الأزهر يمثل المرجعية الدينية للمسلمين من ناحية. ومن ناحية أخرى، أن أغلب المجاهدين الأفغان، هم من خريجي الازهر. مثل (برهان الدين رباني و عبد الرسول سياف و غيرهما).

وأضاف الرجل، أن دور الإخوان المسلمين أهم من دور الازهر. لأن لهم فروعا في اغلب الدول الإسلامية. بالإضافة أن أغلب القادة المسلمين في أفغانستان، ينتمون لجماعة الإخوان.

كما شدد على ضرورة التنسيق بين الإخوان والأزهر. وطلب من السادات أن يقوم بتوحيد الجهود بينهما. كونه له سلطة على الأزهر وعلى جماعة الإخوان ... 

دور المسلمين والإخوان في أفغانستان

و بالفعل قام الثالوث (السادت والأزهر والإخوان). في تنفيذ الدور المرسوم لهم، كما حدد بريجنسكي تماما !!!

وفي 30 دسمبر 1979. نشرت جريدة الأهرام فتوى مفتي الجمهورية، الشيخ جاد الحق. بدعوة مسلمي العالم لمساندة الثوار الأفغان.

(وبعد سنتين من ذلك، تم تعيين الشيخ جاد الحق شيخا للأزهر)...

دعم الجهاد في أفغانستان

أما جماعة الإخوان المسلمين، أدت دورها بكل كفاءة. فاقت كل التوقعات، ففي الجامعة المصرية. قام طلبة الإخوان بإشعال حماس الطلاب. وأقاموا مؤتمرات وندوات وحملات تحسيسية لجمع التبرعات. وذلك لمساندة إخوانهم في افغانستان!!!

كما أقامت نقابة الأطباء المصرية بتبرعات ضخمة، للمساهمة في تدريب المقاتلين. وتزويدهم بالسلاح و الدواء و المواد الغذائية.

و في كتاب "النوم مع الشيطان". لضابط المخابرات الامريكية CIA "روبرت باير". يشير على أن الإخوان ،كانوا المورد المالي الأكبر للمقاتلين في افغانستان. وكشف عن ذلك بالتفصيل،  كيف قامت أمريكا باستغلال الإخوان المسلمين في أعمالها القذرة !!!

و يقول الكاتب جون روبرت، أن السعودية أصدرت اكثر من 300 فتوى. تحث فيها المسلمين على فرضية الجهاد بالمال والدم في أفغانستان. كما قامت بنقل 35 ألف مقاتل، بمساعدة مصر من 43 دولة للجهاد.

نستخلص من كل هذا أن الدين يستغل بشكل قذر، لخدمة السياسة. وأن القادة المسلمين، يتسغلون نفوذهم وسلطتهم وشعوبهم ودينهم وعقائدهم. من أجل الحفاظ على كراسيهم بمباركة أمريكا !!! 

المخطط الأمريكي ونتائج الحرب الباردة

وبعد إنتهاء الحرب الباردة بين أمريكا والإتحاد السوفييتي. تفشى الإرهاب في أفغانستان، وأصبحت معقل لكل الجماعات الإرهابية في العالم. ومكان يتلقى الإرهابيين فيه تدريباتهم. وخصوصا عناصر جماعة الإخوان. الذين كانوا يتلقون التدريب في أفغانستان، ثم العودة بعد ذلك لتطبيق نشاطاتهم الإرهابية في الدول العربية والعالم أجمع بعد ذلك.

تفشي الإرهاب بعد الحرب الباردة

وتقوت شوكة الإخوان، بعد هذا التمويل والحشد الذي نالته من الحرب ضد السوفييت. فانقلبت بعد ذلك على أمريكا. وأصبح قوة مسلحة، تهدد أمن وأمان كل الدول العربية. وتحارب المفكرين المعادين للأزهر والفكر الوهابي والإخوان.

فانقلب السحر على الساحر. وقتل عدة مفكرين. من بينهم فرج فودة. وتعرض للقتل أيضاً نجيب محفوظ. ولكنه نجى بأعجوبة. وكانوا يقومون بتجنيد الطبقة الأمية والجاهلة لتنفيذ عملياتهم الإرهابية.

فعندما سأل قاتل فرج فودة عن فعلته. أجاب لأنه مرتد ويتهجم على الدين في كتبه. فسأله القاضي عن الكتب التي هو معترض عليها. فأجاب أنه لا يعرف القراءة والكتابة. وشيخه من أفتى له بذلك.  ونفس القصة في واقعة نجيب محفوظ

وأول الضحايا كان أنور السادات الذي دعم كما قلنا ذلك الثالوث. فتفشت جماعة الإخوان بعد ذلك في كل الدول، وزاد نفوذهم.

وشهدت مصر وبعض الدول العربية عمليات إرهابية في فترة التسعينات. بعدما زادت قوتهم وتسلحهم بعد حرب الخليج. وأغلبيتهم تم تدريبهم في أفغانستان. فتولدت نتيجة ذلك تنظيم القاعدة. والذي هو وليد أمريكا.

توسع النفوذ الأمريكي في الشرق الأوسط

فتوسع نفوذ امريكا في الشرق الأوسط، زاعمين أنهم يحاربون الإرهاب. خصوصا بعد عملية 11 شتنبر بأمريكا. والتي يلبسها الكثير من الغموض على أنها مفبركة. فأعطت بعدها أمريكا الحق للتدخل في شؤون أي دولة لمحاربة الإرهاب. ومن هنا بدأ النظام العالمي الجديد المبني على الإرهاب. والذي هو وليد أمريكا نفسها، وهي التي من دعمته ورعته حتى صار واقعا. 

فكان ذلك العمل الإرهابي في أمريكا ذريعة لمحاربة الإرهاب. وتاكيد قوة تنظيم القاعدة، كمؤسسة إرهابية منظمة ومنتشرة في كل أنحاء العالم. ويجب أن يتحد العالم لمحاربتها بقيادة أمريكا.  فتم الهجوم على معقلها الذي هو أفغانستان. ثم تتبع حركاتها في باقي دول العالم.

وبن لادن زعيم تنظيم القاعدة، هو نفسه وليد النظام الأمريكي. وأمريكا من دعمته بادئ الأمر حتى تقوت شوكته. وبعد التوغل الأمريكي في الشرق الأوسط. جاءت مرحلة التدخل في شؤون كل دول العالم. فهي أصبحت متضررة بشكل مباشر من الإرهاب. وبالتالي فهي تحارب الإرهاب في كل الأرجاء. ومن يخالف مشيئتها يعتبر مدعما للإرهاب.  وبالتالي سيتعرض لسخطها ووجب معاقبته إقتصاديا إن لم يرتدع.

فأصبحت تلعب دور شرطي العالم. وحامية للدول من الإرهاب مقابل هبات ضخمة. وخصوصا من دول الخليج، حتى تنعم بالآمان تلك الدول تحت كنفها. ومازالت تلعب هذا الدور ليومنا هذا. وبالطبع بعد القضاء على بن لادن ظهرت داعش. مستغلين الإسلام التراثي الهش. وأرض المعركة الشرق الأوسط. فشتت دول كانت تنعم بالسلام تحت شعار مكافحة الإرهاب.

وفي الحقيقة ما تعانيه سوريا والعراق وليبيا... هو أبشع بكثير من ما كانت عليه. فأنظمتها القديمة كانت أرحم. وقد ثبت من عدة مواقع إخبارية، تورط أمريكا في تدعيم داعش بالأسلحة. فعادت الحرب الباردة مرة أخرى. وكما قلنا الأرضية عربية. فجهة مدعمة من روسيا وحلفاءها وأخرى أمريكا وحلفاءها. والعرب وقود هذه المعركة.

وكل هذا برعاية أمريكا والدول العربية المدعمة لها. فأصبحوا حقل تجارب للأسلحة المتطورة. وصفقات بمئات الملايير من الأسلحة، وميدان القتال هو الشرق الأوسط. والشعوب هي التي تدفع ثمن هذه الصفقات المشبوهة، كانت تمارس في الخفاء سابقاً. وأصبحت علناً اليوم بوجود أرضية خصبة للمذاهب والتيارات المتعددة.

وأيضا مستغلين الفكر الإرهابي والمتطرف للإخوان. فهي عصابة تأسست باسم الدين. مستغلين جهل الناس من أجل إعادة أمجاد المسلمين الوهمية. فوجدوا في العرب أرضية خصبة لتنفيذ مخططاتهم. وقد سحبوا اليوم جيوشهم من أفغانستان والعراق. بعدما حققوا مرادهم.

التراث الإسلامي والإرهاب. 

لذا فمعاناة المسلمين والعرب هي وليدة التراث الإجرامي. المليء حد الثمالة بأبشع الأحاديث التي تسهل إستغلاله. فالدين كان هو سبب تشتيت منطقة الشرق الأوسط. والآن كل الدول العربية تحارب الإخوان بعدما صنعوها. والأزهر متورط في أغلب الجرائم التي مورست. وزرعت عدة مشاكل بين المسلمين والمسيحيين في مصر. وخلقت عدة نزاعات طائفية وعقائدية.

فلا يغير الله ما بقوم حتى يغيرو ما بأنفسهم. لذا يجب إعادة صياغة النص الديني. حتى لا يظل أرضية خصبة للمتطرفين. ويصبح الإسلام فعلا دين الرحمة. وأول طريق للإصلاح ، تقنين دور الأزهر. ومحاربة الشيوخ والخطابات الجياشة في المنابر. وإبعاد الدين عن السلطة. مع قانون مدني يحترم كل المعتقدات والديانات.

إقرأ أيضاً: 👇👇

 👈عقدة الذنب

 👈الإسلام والأخلاق





تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-