منشورات جديدة

هبة الحياة لمحكوم بالإعدام

 💭العودة إلى الحياة بعد إقتراب من المصير المحتوم

كاتب قصتنا هو أحد المؤلفين والكتّاب الرائدين في العالم.  اكتسب شهرة واسعة بفضل رواياته العميقة التي ركزت على الجوانب الفلسفية والدينية. عاش حياة قاسية وأثرت في كتاباته وأفكاره.

وإليكم هذه القصة القصيرة التي تعتبر من أجمل ما كتب من الواقع. 

أذكر كيف وقفت في الساحة وسط رفاقي من المتهمين، و عندما رأيت الاستعدادات، عرفت أنه لم يتبقى لي إلا القلي في هذه الحياة فقط خمس دقائق، و لكن هذه الدقائق كانت ثمينة عندي بحيث تساوي، سنيناً ، بل عشرات السنين، هكذا خيل لي، أنها تمثل زمناً طويلاً: ألبسونا قمصان الإعدام ثم قسمونا ثلاثاً، كنت الثامن في الصف الثالث. 

لقد قيد الثلاثة الاول في الأعمدة،  بعد دقيقتين أو ثلاث تم إطلاق الرصاص على كلا الصفين ، كان من المنتظر أن يحل دورنا، كم كنت أرغب في الحياة، يا إلهي ! لم اعرف قيمة الحياة إلا في هذه اللحظة وكم هي ثمينة، كم كنت أتمنى صنع الكثير من الأشياء الطيبة والجميلة! ففي تلك اللحظة تذكرت الماضي كله والذي لم أستغله على الوجه الأمثل الذي أتمناه الآن. 

كم كانت لدي الرغبة أن أعيش وأن أستمتع مرة أخرى بحياتي طويلا وطويلا... وفجأة سمعت صوتا مدويا نفير نوبة الرجوع فانتعشت روحي ، لقد فكوا وثاق رفاقي من الأعمدة ثم أعادوا و قرؤوا علينا حكماً جديداً ، فحكم علي بالأعمال الشاقة لمدة أربع سنوات، لا أذكر أنني كنت أكثر سعادة من ذلك اليوم ! فبدأت أسبر داخل زنزانتي في السجن و أنا أغني بكل فرحة، كنت أغني بأعلى صوتي ، لقد كنت سعيداً بالحياة التي وهبت لي.

🌟نبذة عن المؤلف

فطريقة سرد الكاتب للقصة في الحقيقة غنية عن التعريف. إحساس أن توهب لك الحياة بعد أن تكون متأكدا من أنها النهاية. فلا يهم أي عقاب وقتها. الأهم من كل ذلك أنك ستظل على قيد الحياة. فقد أصبحت أربع سنوات مع الأشغال الشاقة نعيما. الموضوع أبعاد عميقة. تعلمنا كيفية الإستفادة من واقعك مهما كان. فالفرصة التي بين يديك يحلم بها الآخرون.

وإليكم بعض المقولات الشهيرة لكاتبنا. وأتمنى أن تنال إعجابكم.

👈عشقتُ ذنوبي عندما رأيتُ إيمانكم المُزيّف !

👈الزهور الي ستشتريها عند زيارتك لقبري ،، لا داعٍ لها ! و لا أريد أن تبكي فوق رأسي... ولكني أفضل ان تشتري ساندويش وأن تعطيه لحارس المقبرة

👈اين نحنُ الآن ؟
في القاع
جيد على الأقل لن نسقط مرة ثانية !

👈جَرّب ان تظل وحيداً لفترة ،، ستجد أن البشر بلا فائدة حقيقة ، سوى إنهاكك في تفاهة سطحية لمشاكلهم النفسية طوال الوقت !

👈ماذا لو كان العنكبوت الذي قتلتهُ في غرفتك ،، يظن طوال حياته أنك رفيقه في السكن !

👈إنني مُصاب بـحمى التفكير !إنني أفكر فيما حدث وما سوف يحدث و ما قد يحدث فعلا ! أفكر أيضا في الأشياء التي لم تحدث،، و ماذا سيحدث لو حدثت وماذا سأفعل

👈لا تعترف بالحريق الذي بداخلك !! بل إبتسم وتفائل وقل إنها حفلة شواء ..

👈لم أعد أستطيع التحمل ،، أعطني البندقية !!! آه... ماذا ستفعل ؟ الإنتحار خطيئة! أي إنتحار أيها المعتوه،، سوف أقتل الجميع !

👈لا شيء أسوء من مُسن وضع أحلامه على عاتقِ ابنه فأستيقض في دار العجزة

👈لا تصدق هذه الصلابة يا صديقي ...أنا هَش من الداخل و لستُ على ما يرام 

👈ما ينبغي أن يشبه الإنسان جموع الناس ! كُن مُختلفاً حتى لو صرت وحيداً

👈 الناس يكرهون القوي ويطيعونة ! ويحبّون الضعيف و يستحقرونه !

👈على ماذا يجب ان أكون ممتنا لأحد ! لقد عشت أسوء اللحظات بمفردي.

كانت هذه مقتطفات من حكمه. التي هي خلاصة حياة صعبة عاشها الكاتب من السجن بعد نفيه. فأعطتنا أدب وكتابات ستظل خالدة. فالفكر يولد بالمحن والأزمات.

أسعد الله أوقاتكم. وأتمنى أن تكونوا قد إستمتعتم


إقرأ أيضاً :



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-